Botola Official Facebook Page

0
عبد اللطيف المناوي:- هذا مقال قديم، عن الألتراس، كتبته قبل أكثر من عام، يوم ١٦ يوليو ٢٠١٠، عقب أزمة كان الألتراس سبباً فيها، وأدت إلى حدوث تلفيات واشتباكات فى محيط النادى الأهلى، وقتها كانت ظاهرة الألتراس فى بداية صعودها، وطالبت فى مقالات ومقابلات بدراستها واحتوائها وتوظيفها، بما يفيد الوطن. إعادة نشر المقال محاولة للتذكير والتذكرة.

من المشاهد الجميلة التى بدأت تظهر فى ملاعب كرة القدم هو ذلك المشهد الذى بدأ يظهر فى مدرجات كرة القدم، خاصة بين جماهير النادى الأهلى عندما يتجمع عدة مئات أو عدة آلاف يتحركون معاً يشجعون معاً يشكلون بالفعل رهبة لدى الفريق الذى يلعب أمام فريقهم، فى كل المباريات حتى غير ذات الأهمية منها كنت أراقب هذه المجموعات،


وكان يعجبنى جداً ذلك التنظيم الواضح بينهم، وذلك التماسك والتناغم، وكذلك حماسهم الذى كان يفوق فى معظم الأحيان حماس اللاعبين على أرض الملعب.


تظل الظاهرة عند هذا الحد إيجابية ومحببة، وتظل أحد الدلائل المهمة على ارتفاع رغبة الجماهير فى المشاركة والتواجد بل التأثير، وهو الأمر الذى نتمنى أن يصل إلى حد مشاركة الناس فى أمور حياتهم وتقرير مصيرهم من خلال المشاركة الإيجابية فى شؤون الحياة.. ولكن ما أثار حفيظتى هو ارتباط هذه المجمــــوعات التى عرفت فيما بعد بأنها يطلق عليهم «الألتراس» التى لم يحسم أحد معناها،

ولكن أظن أنها تعنى فوق الحدود، أقول ما أثار حفيظتى هو ذلك السلوك المنسوب لهم بالسب والشتائم التى يوجهونها الى اللاعبين المنافسين فى الفرق الأخرى، بل وتوجه إليهم الاتهامات أيضاً بأنهم يصلون فى اعتداءاتهم إلى مستوى يتجاوز اللفظ إلى الاعتداء على لاعبى الفرق الأخرى وجماهيرهم وحرق حافلاتهم، كما يدعى البعض بحرقهم أتوبيس مشجعى نادى الزمالك فى الإسكندرية.


الحادث الأخير الذى نسب إلى هذه المجموعة هو حادث الاعتداء على رجال الشرطة فى مباراة ودية عندما أحرز أبوتريكة هدفه الأول فأطلقوا «الشماريخ»، لا أعرف معنى الكلمة ولا من أين أتت، ولكنها تعنى صواريخ نارية، وإطلاق ألعاب نارية صوب أرض الملعب احتفالا بالهدف،


وعندما حاول رجال الشرطة تهدئة الجماهير ومنعها من إشعال المزيد من الألعاب النارية حفاظاً على الأرواح والممتلكات قام «الألتراس» بالتعدى على رجال الشرطة وأتلفوا المدرجات واستخدموها فى ضرب رجال الأمن الذين حاولوا السيطرة على الموقف واشتبكوا معهم فكانت الإصابات ما بين ضرب وفقء عين وخلع كتف، والقبض على ١٤ مشجعاً بينهم ٧ أعمارهم أقل من ١٨ سنة، وهى الحالة التى تنظرها النيابة العامة الآن.


إذن مظهر جميل من الخارج لجمهور عاشق لفريق يشجع بحماس أكبر من حماس اللاعبين، ومنظم فى المدرجات أكثر من تنظيم لاعبى فريقه فى أرض الملعب، ولكن «الحلو ما يكملش»، جماهير مصابة بمرض التجاوز فى اللفظ والفعل، فيفسدون أى جمال أو تفاؤل فى ظاهرة بدت للحظة وكأنها جميلة، ولكن كعادتنا فى أمور كثيرة جميلنا لا يكتمل.

Post a Comment

 
Top