Botola Official Facebook Page

0
أحمد حافظ: فجر الكاتب الكبير، محمد حسنين هيكل، مفاجأة من العيار الثقيل، بتأكيده أن رجل الأعمال حسين سالم، قام بتهريب 450 مليون يورو، عقب ثورة 25 يناير، إلى دولة الإمارات، وأن عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية السابق، قام بمساعدة "سالم" فى ذلك، من خلال اتصالاته بالجانب الإماراتى، لتسهيل دخول الأموال إلى أبوظبى.

وفنّد هيكل تفاصيل هذه المفاجأة –فى الحلقة الثانية عشرة من كتابه "مبارك وزمانه.. من المنصة إلى الميدان" التى تنشرها جريدة الشروق اليوم الأربعاء- بقوله نصًا: "كان آخر مشهد ظهر فيه حسين سالم على الساحة المصرية هو ركوبه لطائرته الخاصة من مطار شرم الشيخ بعد أيام من قيام ثورة 25 يناير، ومعه مجموعة من صناديق تحتوى على 450 مليون يورو نقدًا وجديدة، ولا تزال بنفس التغليف الذى صُرفت به من البنك المركزى الأوروبى، وحطت طائرة حسين سالم فى مطار أبوظبى، ولاحظ مأمور المطار هذه الصناديق، وأدرك على الفور أنها أوراق نقد، وأخطروا بالأمر السلطات المسئولة فى أبوظبى، وصدر قرار بالاتصال بالقاهرة لسؤالها فى الموضوع، وكان مبارك شبه معتزل فى شرم الشيخ، لكنه لم يكن قد تخلى عن السلطة بعد".


أضاف هيكل بالنص: "جرى الاتصال بنائب مبارك، عمر سليمان، الذى أشار بالإفراج عن الرجل، وعدم إثارة ضجة فى الوقت الحاضر حول الموضوع، لأن الظرف حرج، وسأل بعض المسئولين فى الإمارات شخصيات مصرية، عما يمكن التصرف به حيال الموضوع، وكان بينهم رشيد محمد رشيد، وزير الصناعة والتجارة آنذاك، وكانت نصيحة رشيد، إيداع المبلغ مؤقتا فى البنك المركزى للإمارات، والاتصال مع السلطات المصرية للبحث عن الأصل فى هذا الموضوع، وكيفية التصرف حياله".


وخصص هيكل الحلقة الثانية عشرة من كتابه، لرصد الحوار المطول الذى دار بينه وبين رجل الأعمال حسين سالم، فى إحدى السفريات، حيث جلس "سالم" إلى جوار هيكل طوال الرحلة، وتحدثا معًا عن مبارك، وزوجته سوزان ثابت، ثم حديثهما عن علاقة مبارك بتجارة السلاح، وكان ذلك فى حفل عشاء أقامه حسين سالم لهيكل فى العاصمة السويسرية جنيف.

وفيما يتعلق بتجارة مبارك فى السلاح، قال "سالم" لـ"هيكل": "ليس عيبًا أن الرجل –ويقصد مبارك- اقترب بوظائفه فى لحظة من اللحظات من موضوع السلاح، وربما تصور أنه كان على وشك انتهاء خدمته فى سلاح الطيران، ولم يكن يعرف أن الرئيس السادات سوف يختاره نائبا له، ومن الطبيعى أن يفكر الرجل فى مستقبله ومستقبل أولاده، وأن يبحث فى الخيارات المتاحة له، لأنه سيخرج وهو بالكاد فى الخمسين من عمره".


أما فيما يتعلق ببيع الغاز لإسرائيل، اعترف سالم بذلك قائلا: "نعم عقدت صفقات غاز لإسرائيل.. الغاز يظهر فى مصر بغزارة، ونستطيع أن نصدره، وعقدت صفقة مع إسرائيل لها دواعيها السياسية، وهى أكبر منى، وأما الغاز لإسبانيا، لأنى مدين للإسبان، فقد أعطونى الجنسية الإسبانية، ورحبوا بى وبعائلتى هناك، وأكرمونا فى الحقيقة، وكان لابد أن أرد لهم الجميل".


وحين واجه هيكل –أثناء حفل العشاء- حسين سالم بحقيبة مستندات، تثبت أن "سالم" متورط فى قضايا عدة، لها علاقة بتجارة السلاح، وأنه صدر ضده حكم من أمريكا، بمنعه من دخول بلادها، وأنه مطلوب القبض عليه، ومشاركة منير ثابت شقيق سوزان مبارك فى هذه الصفقات، كان رد حسين سالم: "الأمريكان ولاد الـ(...) هدفهم بالدرجة الأولى ابتزاز السياسة المصرية، وتصوير الأمور بما يوهم الناس بأن لديهم وسائل للسيطرة على مسئولين مصريين.. لكن معظم صفقات السلاح التى جرت كانت موجهة لصالح المجاهدين فى أفغانستان".


وبعدما قال هيكل لـ"حسين سالم" إنه يمتلك معلومات تفيد بأنه المسئول عن اختيار هدايا أمراء الخليج إلى سوزان مبارك، رد "سالم" قائلا: "سوزى سيدة ممتازة، ولها ذوق رفيع، وهى على علاقة صداقة بأسر عدد من الحكام فى الخليج، وهى تزورهم وهم يزورونها، وبالطبع فإنهم كرماء فى هداياهم، وهى أيضا ترد لهم الهدايا، لكن المشكلة التى ظهرت أنهم يختارون لها الهدايا قبل مجيئهم أو قبل ذهابها هى، وفى كثير من الأحيان تجىء الهدايا مكررة، وتتلقى قرينة الرئيس – نفس الشىء - ونفس الطقم مرتين وثلاثا وأحيانا أربع مرات، وبالطبع فإن التنويع مطلوب، وكذلك طلبوا منى أن أرى الهدايا حتى لا تتكرر الأطقم".

Post a Comment

 
Top